سيرة حياة الأستاذ الدكتور أحمد أنور دزه يى
ولد الدكتور ( أحمد أنور دزه يى ) في قرية جالوك الكبير بين مدينتي أربيل والموصل في أذار مارس سنة 1954 نشأ وترعرع في بيئة متعلمة قروية، إذ كان والده المشهور بالحاج أنور أغا من المزارعين المشهورين حيث كان يملك مع أخوه الكبير ابراهيم أمين أغا واخوانه الأخرين ، مساحات واسعة من الاراضي الزراعية تتجاوز اربع عشرة قرى باكملها ممتدة من قرية منارة على طريق مخمور الى ناحية اسكي كلك خبات على الزاب الكبير اشتروها من بيت الملا أفندي المقرب من العائلة المالكة فضلاً عن كون والده الحاج أنور من المتعلمين القدامى في أربيل حيث كان طالباً في الصف الخامس الثانوي في الثلاثينات، أهتم جداً برعاية علماء الدين آنذاك حيث كانت في قريته مدرسة دينية نبغ فيها عدد من علماء الدين والفقهاء. كان والده الحاج أنور يتقن اللغات الكردية والعربية والتركية والانكليزية والفرنسية.
بعد قيام ثورة 1958 والأحداث اللتى تلتها انتقلت عائلة الدكتور أحمد الى مدينة اربيل مثلما حصل لجميع افراد عشيرة دزه يى الذين كانوا ملاكي أراضي وأصحاب قرى واللذين أيظا يعدون من المتعلمين الاوائل على مستوى كوردستان، حيث اسست اولى المدارس الابتدائية في قرى هذه العشيرة جنوب غرب أربيل التي ترعرع فيها من عشيرة دزه يى عشرات من القضاة والاطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات، ووصل بعض منهم الى مستوى ادارة النواحي والأقضية والمحافظات ووزراء في الحكومة وكذلك اعضاء البرلمان في العهدين الملكي والجمهوري.
دخل الدكتور احمد الحاج أنور دزه يى المدرسة الابتدائية في سنة 1960 وكان يحمل شارة فارس الصف وكان الأول في جميع مراحل دراسته الابتدائية وكذلك في دراسة المتوسطة والثانوية يشهد له بانه كان تلميذا ذكيا ومحبوبا من قبل زملائه الا ان الحظ لم يحالفه في الحصول على درجة عالية عند تخرجه في الاعدادية فدخل معهد المعلمين باربيل في سنة 1972 وكان من الاوائل على وجبته خلال السنتين الدراسيتين وكان طموحه كبيرا بان يتفوق في دراسته وكان يحلم بمستقبل اوسع.
عين معلما ابتدائيا وخدم في قريتي شيوه جان وخرابة في سهل كويسنجق وباشر بوظيفته في 13/10/1975 بعد ان خدم سنة في الخدمة العسكرية في المحافظات الجنوبية من العراق ثم انتقل الى مدرسة قلانجوغان في سهل برانيان الى ان رجع الى الدراسة الجامعية مرة اخرى في جامعة السليمانية كلية التربية قسم الكيمياء بعد حصوله على اجازة دراسية في سنة 1979 ومن كثرة تشوقه للدراسة فكان الاول على وجبته في السنة الاولى من دراسته ولرغبته بان يكون قريبا من عائلته انتقل الى جامعة الموصل فدرس المرحلة الثانية في جامعة الموصل وشاءت القدر بانتقال جامعة السليمانية الى مدينة اربيل فرجع الى كليته ورجع الى زملائه في جامعة صلاح الدين في اربيل فتخرج بدرجة جيد جدا وكان الاول على وجبته على مستوى قسم الكيمياء وكلية التربية سنة 1983.
رجع الى خدمته الوظيفية كمدرس لمادة الكيمياء في ثانويتي الجولان والمستقبل المسائية في اربيل وبناء على طلب كلية التربية جامعة صلاح الدين نقل خدماته ليكون معيدا في قسم الكيمياء وباشر بوظيفته في 5/1/1985 وكان يشهد له بانه اثناء كونه معيدا، كان يشرف على المختبرات ويُدرس واجراء البحوث فيها وكان محط انظار اساتذته في القسم والكلية والجامعة، درس الماجستير في نفس القسم وتخرج في 1988 حيث اصبح مدرسا مساعدا في القسم ورشح بان يكون مقررا للقسم وكذلك انتخب ممثلا للتدريسين في مجلس الكلية بعد انتخابات اجريت أنذاك وقام باجراء عدة بحوث علمية فترقى الى مرتبة مدرس في 1994 ورشح ان يكون مديرا للمخازن الكيمياوية والزجاجية في جامعة صلاح الدين ومن بعدها قام باجراء عدة بحوث علمية في مجال اختصاصه وترقى الى استاذ مساعد وهو يحمل شهادة الماجستير .
نظراً لظروف الأقتتال الأخوي الكردي الذي مرت بها كوردستان بعد الانتفاضة المباركة فعلى الرغم من انه لم يكن يفكر يوما ان يبتعد عن الخدمة في جامعة صلاح الدين الى ان شاء القدر ان يترك الجامعة 1996 وهاجر الى استراليا ووصل اليها في شهر تشرين الثاني 1996 ونظراً لتشوقه لدراسة الدكتوراه فقدم الى جامعات استرالية وشاء الحظ ان يتم قبوله في ثلاث جامعات الى انه اختار جامعة سدني حيث بدأ الدراسة في اذار 1997 اي بعد اقل من اربعة اشهر من وصوله كمهاجر حيث كان يدرس الدكتوراه في الكيمياء واللغة الانكليزية وتعلم الحاسوب في وقت واحد وبعد مضي سنة على الدراسة حصل على منحة دراسية في جامعة سدني فتحسنت مستوى معيشته اثناء دراسة الدكتوراه . كان له اتصالات كثيرة مع زملائه التدريسيين في جامعة صلاح الدين والجامعات العراقية الاخرى فكان يزودهم بالبحوث الجديدة المنشورة في جميع الاختصاصات حيث كان هناك حصار على العراق فلم يكن هؤلاء الاساتذة وطلبة الدكتوراه يستطيعون الحصول على الكتب والبحوث وهناك كثير من الاطاريح الموجودة في تلك الفترة، يشهد لشخصه بانه كان له دور كبير في مساعدة هؤلاء للحصول على الشهادة واجراء البحوث.
وبعد حصوله على الدكتوراه في جامعة سدني وبناء على طلب من جامعته والقيادة الكردية رجع الى كوردستان قبل احداث سقوط النظام وباشر في جامعته صلاح الدين سنة 2002 كتدريسي ومن ثم رشح لان يكون مديرا للعلاقات الثقافية لجامعة صلاح الدين ومن ثم مساعدا لرئيس الجامعة للشؤون العلمية في 2004 ومن ثم مساعدا للشؤون الاكاديمية والعلاقات . بعد تأسيس اول وزارة للتعليم العالي في اقليم كوردستان للحكومة المشتركة في سنة 2006 اصبح مديرا عاما للبعثات والعلاقات الثقافية الى ان رشح رئيسا لجامعة صلاح الدين في شهر تشرين الثاني 2009.
في بداية فترة شبابه كان ملما بالرياضة ومن عشاقها، اذ كان يسافر مع خواله الى بغداد والى المحافظات الجنوبية بعض الأحيان والى البلدان المجاورة ومع الوفود الرياضية حيث انه من احد مؤسسي نادي اربيل الرياضي في نهاية الستينيات، ولم يتجاوز عمره الخامسة عشر، وكان ايضا يمارس نشاطاته الطلابية والشبابية منذ نهاية الستينيات وكان منظما الى اتحاد الطلبة والشبيبة الكوردستانية، وتواصل مع نهج مسيرة الملامصطفى البارزاني الخالد، ويعد من الكوادر التعليمية والتربوية العالية للحزب الديمقراطي الكردستاني، لم يمارس اية مناصب حزبية وانما كان كادرا تربويا متقدما للحزب وحكومة أقليم كوردستان.
شخص معروف لدى جميع الاوساط التعليمية والتربوية في جميع الجامعات الكردستانية والعراقية، وكذلك على مستوى الجامعات العربية حيث شغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية ورئيسا للدورة السادسة والاربعون للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الذي كان له الفضل الكبير باقامة هذا المؤتمر في اذار 2013 باربيل في اجواء احتفالات نوروز وبحضور اكثر من 200 رئيس جامعة عربية وتحت رعاية مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق، ويشهد الجميع بانها كانت من احسن الدورات على مستوى التنظيم، ويشهد له من قبل رؤساء الجامعات العربية حتى الان.
كان من اوائل الملمين بضمان الجودة في التعليم العالي، حيث شارك في عدة مؤتمرات وورش عمل على المستوى المحلي والعربي والاوروبي والامريكي وخاصة مع منظمة المجلس الثقافي البريطاني ويعد اول باحث في كوردستان وكذلك العراق ينشر بحثا في مجلة عالمية حول ضمان الجودة في التعليم العالي مشاركة مع رئيس جامعة بابل الدكتور نبيل الاعرجي . لدية الكثير من المقالات المنشورة باللغة العربية في جريدتي الشرق الأوسط والزمان الدوليين.
شارك في مؤتمرات عدة في امريكا واوروبا وفي البلدان العربية وجنوب شرق اسيا وكذلك استراليا ، يشهد له بأنه لديه خبرة كبيرة في اقامة وادارة المؤتمرات العلمية حيث كان رئيس اللجنة التحضيرية للعديد من المؤتمرات على مستوى الوزارة والجامعة و كان من المنظمين الاساسيين لاحدى المؤتمرات في استراليا اثناء فترة دراسته في جامعة سدني حيث كان المؤتمر حول الجالية الكردستانية، وله الفضل بادخال موضوع التعليم العالي في كوردستان واشرك فيها جميع رؤساء الجامعات الكردستانية، وكان ذلك في سنة 2001 وكان له دورا فاعلا مع الجالية الكردية في استراليا اثناء فترة دراسته وعلاقته مع جميع مكونات الجالية الكردية . شارك في مؤتمرات عديدة والقى محاضرات حول جودة التعليم العالي في الاقليم وبيروت واستانبول ولندن . يتقن اللغات الكردية والعربية والأنكليزية والتركمانية.
يعد مفتاح العلاقات الدولية ولاسيما عند تسنمه منصب مدير عام البعثات في التعليم مع الجامعات بعد فترة الحصار الطويل. إذ كان له دورا فاعلا في ارسال عدد كبير من الطلبة الى الجامعات الاجنبية لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في اواسط الالفين، حيث كان له دورا في بعثات الهند وفرنسا وكذلك بعثات المتبرع (احمد اسماعيل نانه كه لي)، اذ ارسل العديد من الطلبة الى السويد وماليزيا وكذلك البعثات الروسية، ويعد كمهندس العلاقات مع منظمة داد الالمانية والجامعات الايطالية والفرنسية . وصل عدد الطلبة المبعوثين الى 1000 طالب اثناء فترة عمله في الوزارة رغم الميزانية القليلة المخصصة انذاك، كل ذلك بدعم زميله وزير التعليم العالي الأسبق الدكتورادريس هادي صالح حيث قاما بوضع برنامج كان الاساس في كتابة منهج الدعاية الانتخابية للقائمة الكردستانية في رصد مبلغ 100 مليون دينار لارسال الطلبة الى الخارج وسميت ببرنامج رفع القدرات العلمية وهنالك العديد من الطلبة اللذين حصلوا على شهادات الماجستير والدكتوراه ضمن كل هذه البرامج .
استطاع مع عدد من زملائه التدريسيين في كلية الهندسة ان ينجز مشروع تصميم مجمع جامعة صلاح الدين الذي كان حلما ازليا وتم ذلك مع (شركة دار الهندسة - شاعر ومشاركون) وبفترة قياسية وباقل كلفة وحاول ان يعكس الوجه الحضاري لمدينة اربيل بقلعتها الصامدة ومنارتها الشامخة وكذلك قلعة خانزاد القديمة لكي تعكس في تصميم مجمع جامعة صلاح الدين ومن المؤمل ان يتم انجاز البناء قريبا وبانجازه يكون صرحاً معماريا جديداً ليس لمدينة اربيل وانما لاقليم كوردستان والشرق الاوسط حيث يسع المجمع لاكثر من 40 الف طالب ، ومن انجازاته أيظا تكملة بناء الف مسكن للاساتذة ومساهمته لبناء الاقسام الداخلية و دور للموظفين قريبا، وكان صاحب فكرة انشاء كلية التربية الاساس المسائية للمعلمين للحصول على البكالوريوس ورفع مستوى المعلمين في المرحلة الاساسية وفتح قسم اللغة الالمانية وانشاء ملعب التربية الرياضية والقاعة الرياضية المغلقة في الجامعة، وحصل على موافقة وزارة التعليم العالي بفتح قسم الهندسة الكيمياوية في كلية الهندسة و قسم اللغة الصينية في كلية اللغات .
تقاعد كرئيس لجامعة صلاح الدين في 12/2/2020 ولم يمضي شهر حيث تم تكليفه بمهام رئاسة جامعة أربيل الدولية الخاصة وباشر بتأريخ 4/3/2020 ولغاية 31/8/2021 ، حيث انتقل بعده الى رئاسة جامعة بيان الخاصة وباشر بتأريخ 2/10/2021 .