( بمناسبة اليوم الدولي للمياه وقرب انعقاد مؤتمر الامم المتحدة للمياه للفترة ٢٢-٢٤ / ٣ / ٢٠٢٣ في نيويورك)

6

الدكتور محمد أحمد رمضان

مساعد رئيس جامعة بيان- أربيل

يموت سنوياً حوالي ١.٤ مليون انسان في العالم بسبب الامراض المرتبطة بالمياه غير الصحية، ويفتقر ١ من كل ٤ أشخاص أي حوالي مليارَي إنسان في العالم الى خدمات مياه الشرب المأمونة، ومن المتوقع ارتفاع نسبة طلب المياه على الصعيد العالمي بنسبة ٥٥٪؜ بحلول عام ٢٠٥٠.

هذه الارقام والحقائق المرعبة والصادمة مستمدة من وثائق وتقارير لجان ومنظمات الامم المتحدة كلجنة الامم المتحدة المعنية بالموارد المائية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

إزاء ذلك ، وإزاء حقيقة ان الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية حق من حقوق الانسان ، وانه لايزال ثمة مليارات الاشخاص وعدد لا يُحصى من المدارس والشركات ومراكز الرعاية الصحية والمزارع والمصانع يواجهون تحديات يومية وعوائق مستمرة في الوصول حتى الى أبسط الخدمات المتعلقة بالمياه ، وان المياه ستكون سبباً لإندلاع الحروب والنزاعات مستقبلاً ، تبرز اهمية تخصيص يوم دولي للمياه الذي تعود فكرته الى عام ١٩٩٢ حيث إنعقد مؤتمر الامم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في العاصمة الارجنتينية ريودي جانيرو، وفي العام ذاته إعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة في جلستها العامة (٩٣) ودورتها السابعة والاربعين قرارها ذي الرقم (٤٧/ ١٩٣ ) في ٢٢/١٢/١٩٩٢ الذي اعلنت فيه يوم ٢٢ آذار / مارس من كل عام يوماً دولياً للمياه يرتكز على أهمية المياه العذبة التي تشكل ٣٪؜ فقط من مياه العالم ، ويُراد من هذا اليوم الدولي للمياه إذكاء الوعي لدى الناس بتعذر حصول ما يزيد عن مليارَي انسان على المياه الصالحة للشرب وضرورة إتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة أزمة المياه العالمية ، ودعت الجمعية العامة للامم المتحدة، في هذا القرار، الدول الى تكريس هذا اليوم ، حسب مقتضى الحال في السياق الوطني، لأنشطة ملموسة من قبيل زيادة الوعي العام عن طريق نشر المواد الوثائقية وتوزيعها ، وتنظيم مؤتمرات وإجتماعات مائدة مستديرة وحلقات دراسية ومعارض بشأن حفظ وتنمية موارد المياه.

وقد أعقب إقرار اليوم الدولي للمياه إعتماد عدد من الفعاليات الدولية ذات العلاقة كالمنتدى العالمي للماء الذي ينظم كل ثلاث سنوات من قبل المجلس العالمي للمياه ، و كسنة الامم المتحدة الدولية للتعاون في مجال المياه التي إحتفل بها في عام ٢٠١٣ ، وكإلتزام العالم في عام ٢٠١٥ بالهدف ٦ من اهداف التنمية المستدامة على نطاق خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ من أجل ضمان فرص وصول الجميع الى مصادر المياه المأمونة والصرف الصحي بحلول عام ٢٠٣٠، وكالعقد الدولي للعمل " الماء من اجل التنمية المستدامة" ٢٠١٨-٢٠٢٨ ، وكالحملة العالمية " كن أنت التغيير " التي تهدف الى تشجيع الجميع على إتخاذ الإجراءات اللازمة في حياتهم اليومية الروتينية لتغيير أساليبهم في إستخدام المياه وإستهلاكها وإدارتها ، وهذه الإلتزامات الطوعية الى جانب الالتزامات التي تفرضها الحكومات والشركات والمنظمات والمؤسسات ستوفر سبيلاً لإحراز تقدم نحو تحقيق اهداف خطة العمل المائي ، وكان الهدف من كل ذلك هو التشديد على ان المياه مدخل أساسي في عمليات خفض الفقر والنمو الاقتصادي والإستدامة البيئية.

ويُحتفل باليوم الدولي للمياه في هذا العام في ٢٢/٣/٢٠٢٣ تحت عنوان " تسريع وتيرة التغيير بغية إيجاد حل لأزمة المياه وخدمات الصرف الصحي ".

ان هذا العام (٢٠٢٣) مسخر للالتزامات المتعلقة بإستخدام المياه والصرف الصحي ، ويتزامن الإحتفاء باليوم الدولي للمياه في هذا العام مع مؤتمر الامم المتحدة للمياه لعام ٢٠٢٣ الذي سيبدأ غداً الاربعاء ٢٢/٣/٢٠٢٣ ويستمر الى ٢٤/٣/٢٠٢٣ في مدينة نيويووك.

ومن الجدير بالذكر ان هذا المؤتمر يمثل الفرصة الوحيدة منذ جيل كامل لتوحيد العالم حول مسألة إيجاد الحلول المناسبة لأزمة المياه والصرف الصحي، ومن المؤمَّل تعاون الحكومات والمنظمات والجهات ذات العلاقة من اجل اتخاذ التزامات و إجراءات طوعية نحو تحقيق الهدف ٦ من اهداف التنمية المستدامة وغيرها من الاهداف والغايات المتعلقة بالمياه المتفق عليها دولياً سعياً الى إحراز تقدم ملموس وجدِّي نحو تحقيق خطة العمل المائي التي صُممت من اجل إحداث تغيير سريع ونوعي في هذا المجال قبل نهاية هذا العقد.

اربيل، إقليم كوردستان